|
مؤتمر قمة الحركة التعاونية العالمية القوة المذهلة للتعاونيات: مليون جمعية، 100 مليون عامل، مليار عضو! بقلم بياتريس بايز/وكالة إنتر بريس سيرفس
كيبك، كندا, أكتوبر (آي بي إس) - يسير التجمع الدولي الهادف للإرتقاء بالحركة التعاونية العالمية إلى المستوى الأعلي
التالي، على قدم وساق في مؤتمر القمة الدولي للجمعيات التعاونية المعقد هذا الأسبوع
في هذه المدينة الكندية.
فتحت شعار "القوة المذهلة للتعاونيات" يسعي مؤتمر القمة لإثبات دورها كحلول بديلة
-محورها الإنسان- للتنمية الاقتصادية في جميع أنحاء العالم. وتمثل القمة أول
مناسبة يجتمع فيها ما يقرب من 2،800 جمعية تعاونية من 91 دولة تشارك في
الحوار بعضها مع البعض الآخر.
وفي هذا الصدد، عمدت كل من جمعية ديجاردان الكندية التعاونية المالية والتحالف
التعاوني الدولي، إلي جعل الأرقام تتحدث بنفسها لتدلل علي أن التعاونيات تنبت
حيث يكون هناك فراغا في الخدمات والفرص في المجتمع .
"مليون منظمة تعاونية.. 100 مليون موظف.. مليار عضو.. هذا يمثل صوتا مدويا..
ونحن الآن بحاجة لترديد صداه في جميع أرجاء العالم"، حسبما أكدت مونيك
ليروكس، الرئيسة التنفيذية لمنظمة ديجاردان التعاونية الكندية.
وبدورها أشارت بولين غريين، رئيسة التحالف التعاوني الدولي، إلي واحدة من
الجولات التي قامت بها في التعاونيات. "رأيت مكاتبا محشورة في كل ركن من
أركان الغرفة، والمكان كله مكتظا بأعضاء التعاونية في انتظار إيداع أو سحب
الأموال".
أشارت غريين بذلك إلي تعاونية ائتمانية في ضواحي مانيلا حيث "يتقاسم الجميع
الحلويات والقهوة، في هذا المبني من سبع طوابق الذي شيد بأموال الإقراض
والإدخار".
والغاية من هذا المبنى هي إقامة مدرسة تسع لمجموع 650 طالبا. كما تستخدم
الجمعية التعاونية الأموال أيضا لتوفير مرافق مرحلة ما قبل المدرسة، حيث تتمكن
الأمهات من ترك أطفالهن لأداء أعمال تساهم في تكملة دخل أسرهن.
ومع ذلك، وعلي الرغم من كل إنجازات الجمعيات التعاونية في المناطق التي تهمشها
القطاعات الإقتصادية، فما زالت التعاونيات مهمشة بدورها بل وتقع ضحية للتمييز
في مجال جهودها الرامية إلى إعادة توجيه السياسة الاقتصادية العالمية.
فأشارت غريين إلى أن "لا البنك الدولي ولا مجموعة B20 التي تقدم المشورة لمجموعة
G20 التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم، لديها أي خبير إقتصادي تعاوني في
مجالسها".
وبدوره، تناول الخبير الاقتصادي وأستاذ العلوم السياسية، الإيطالي ريكاردو بيتريلا،
عدم رغبة الحكومات في السعي لإتباع سياسات اقتصادية عالمية توازن بين
احتياجات الناس والربح.
وتناول الخبير التفاوت الصارخ الذي ينقط المجتمع والقيم التي وضعت في غير محلها
التي فضلت تراكم الثروة علي توزيعها العادل.
هذا ولقد تحدثت وكالة إنتر بريس سيرفس إلي رئيسة التحالف التعاوني الدولي،
بولين غريين، وسألتها عن المناطق التي تنشط فيها التعاونيات بصورة خاصة.
فقالت أن هناك كمية هائلة من الطاقة التعاونية التي تحتاج للذهاب الى البلدان
المشاركة في الربيع العربي.
"ما نريده هو تحقيق هذه الغاية عبر وسائل الاعلام الاجتماعية.. نريد إعلامهم على
المستوى الشعبي عن أشياء مثل الإسكان التعاوني ومثل التعاونيات المهنية. إنهم
بخروجهم إلي الشوارع في الربيع العربي لا يبحثون فقط عن الحرية السياسية،
وإنما أيضا عن العدالة الاقتصادية".
وأضافت غريين أنه "بحلول عام 2050، لن يكون لدينا ما يكفي من الأراضي المنتجة
في العالم لإطعام تسعة مليار نسمة. غمن الأراضي المتبقية المتوفرة لزيادة الإنتاج،
يوجد 73 في المئة إلي 80 في المئة في أفريقيا. القضية هي كيف يمكننا تنشيط
أصحاب الحيازات الصغيرة الأفريقية.. كيف يمكننا أن نفعل ذلك بطريقة تضمن
وصول الفوائد إلى المزارعين".
ثم أعربت عن "مخاوفنا من أن شيئا لن يحدث وأن نرى كيف تشتري الشركات
متعددة الجنسيات أراضي أصحاب الحيازات الصغيرة".
وبسؤالها عن أولويات التحالف التعاوني الدولي الرئيسية، قالت غريين لوكالة إنتر
بريس سيرفس أن "المسألة الرئيسية القائمة أمامنا هي أن الاقتصاد العالمي لا
يعترف بنوع أعمالنا. ومبادرتنا الهامة لهذا العام هي محاولة التأثير على الاقتصاد
العالمي".
وأضافت أن هناك مليار شخص في جميع أنحاء العالم (أعضاء التعاونيات) ليسوا
مجرد مثاليين وإنما هم واقعيون، ونعتقد أننا يمكن أن نفتح الأبواب للأعمال الكبيرة
والصغيرة وإظهار قيمتها للحكومات".
وعلي القول بأن ليست كل المنظمات والمؤسسات محصنة ضد الفساد، أجابت أن "قوة
الحركة التعاونية تكمن في مساءلة أعضائها أمام أعضائها. فأعضاؤها العاديون
موجودون في مجالس التعاونيات".(آي بي إس / 2012)
|
|
|
|
|