|
تقليص 40 مليار دولار من برنامج المعونة الغذائية التكميلية أوباما يخفض قسائم الطعام لفقراء أميركا بقلم رامى سرور/وكالة إنتر بريس سيرفس
 مواطنون أمريكييون بلا مأوى أمام مكتبة لوثر كينغ مارتن الإبن في واشنطن العاصمة، في انتظار الحافلات التي ستنقلهم إلى ملاجئ الطعام. Credit: Ramy Srour/IPS
|
واشنطن, أكتوبر (آي بي إس) - بالقرب من مكتبة لوثر كينغ مارتن الإبن وسط مدينة واشنطن، ينتظر عشرات الرجال
والنساء، ممن هم بلا مأوى، الحافلات المكوكية المسائية التي ستنقلهم لتناول وجبة
عشائهم في إحدى ملاجئ الطعام المتناثرة في جميع أنحاء العاصمة الأمريكية.
وخلال النهار يمكنهم تسيير أمورهم بالقليل من النقود التي يتعطف المارة عليهم بها،
لكن الوجبة الوحيدة اليومية التي يمكنهم الاعتماد عليها هي تلك التي يتناولوها في
المأوى الغذائي المحلي، فبالنسبة لهم الجوع هو مشكلة حقيقية جداً.
وقبل أيام من دخول التشريعات الاتحادية التي من شأنها خفض التمويل المقدم من
برنامج المعونة الغذائية التكميلية -المعروف أيضا بإسم قسائم الطعام- حيز التنفيذ
في 1 نوفمبر، تتسائل الآلاف من الأسر في جميع أنحاء الولايات المتحدة كيف
سيتمكنون من وضع طعام على المائدة، في حين يتساءل من لا مأوى لهم عن وجبات
ملاجئ الطعام، فهذه الوجبة الواحدة التي يعتمدون عليها لم تعد مضمونة.
ففي الشهر الماضي، قدم فرانك لوكاس -رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب-
تشريعاً جديداً من شأنه خفض ما يقرب من 40 مليار دولار من برنامج المعونة
الغذائية التكميلية، الذي يشكل المصدر الرئيسي للتمويل الغذائي لآلاف الأسر التي
تكافح في جميع أنحاء البلاد .
ووفقاً لبيان صدر عن لوكاس بعد الموافقة على مشروع القانون بفارق ضئيل في
مجلس النواب، فإن مشروع القانون الجديد "يشجع ويمكن من المشاركة في العمل،
ويغلق الثغرات في البرنامج، ويقضي على ضياع الأموال، والاحتيال وسوء
الإستخدام، بينما يوفر ما يقرب من 40 مليار دولار على دافعي الضرائب
الأميركيين".
لكن منتقدو قرار الخفض هذا قولون أنه في حين أن التخفيضات في برنامج المعونة
الغذائية التكميلية قد توفر المليارات لميزانية حكومة الولايات المتحدة، إلا أن تأثيراته
على الملايين من الأميركيين سوف تكون كارثية.
وقال جوش بروتاس -مدير الشؤون الحكومية في مظعون، وهي مجموعة يهودية
تحارب الجوع في الولايات المتحدة- "يأتي مشروع القانون في وقت سيء جداً،
عندما أصبحت الاحتياجات في هذا البلد هائلة...
التخفيضات سيكون لها تأثيرات مدمرة على الناس الذين يكافحون اقتصاديا وعلى
البنوك الغذائية والملاجئ في جميع أنحاء البلاد".
وأضاف ان "هذه التخفيضات الجديدة لن تكون قادرة على التعويض عن ارتفاع
الطلب على بنوك الغذاء والملاجئ ، والتي انتشرت بالفعل بشكل لا يصدق".
أما "الخبز للعالم" -وهي مجموعة دينية مسيحية- فقد عملت على الضغط على
الكونغرس لحماية برنامج المعونة الغذائية التكميلية من إدخال تخفيضات جديدة.
وقالت كريستين اشلي -المحللة بمجموعة "الخبز للعالم"، أن "أي نوع من الخفض
سيؤدي بالفعل لإيذاء العائلات... نقدر أن التخفيضات الجديدة سوف تحرم كل عائلة
من مبلغ يقدر بـ 36 دولارا شهريا... فكر في كمية البقالة التي يمكنك شراء بهذا
المبلغ".
وبدورها، أشارت "تغذية أمريكا" -وهي واحدة من أكبر المنظمات لإغاثة الجوعي في
البلاد- في تقرير صدر مؤخراً، أن ما يصل إلى 75 في المائة من الأسر التي تعتمد
على برنامج المعونة الغذائية التكميلية لديها طفل أو شخص مسن أو معاق، وسوف
يتأثرون جميعهم بهذه التخفيضات.
وإليك بعض الأمثلة: فالنتين (52 عاما) كان يعمل في سلاح مشاة البحرية الامريكية
حيث خدم لمدة ثماني سنوات. وهو الآن بلا مأوى وعاطل عن العمل، ويشرح لوكالة
إنتر بريس سيرفس أنه يعتمد على قسائم الطعام في جميع وجباته. وعندما سئل عن
التخفيضات المقبلة، أعرب عن يأسه وإحباطه الشديد بهذا القرار.
ويقول: "هذه التخفيضات ليست سليمة. وأنا لا أعرف ماذا سأفعل إذا ما أخذوا هذا
المال مني. لدي زوجة وإبنة تبلغ من العمر 11 عاماً... نحن نعيش على قسائم
الغذاء".
فالنتين لا يخفي سخطه وهو ينتظر الساعة 6:15 يوميا الحافلة التي من شأنها أن
تصطحبه وأمثاله إلى مكان شمال شرق واشنطن لتناول وجبة ساخنة. ويعتقد أيضاً
أن نتائج التخفيضات سوف تأتي بزيادة في الأعمال الإجرامية... "إذا انخفضت
قسائم الطعام للناس، فسوف نرى الأكثر يأسا يرتكبون السرقة واشياء من هذا
القبيل... نسبة الجريمة سوف ترتفع بشكل طبيعي".
هذا وتأتي التخفيضات في برنامج المعونة الغذائية التكميلية في وقت حاسم بينما
يحاول الموظفون الاتحاديون التعافي من تعطل الحكومة الذي تركهم بدون دخل لأكثر
من أسبوعين. ففي الواقع، تحول هؤلاء العاملين الاتحاديين من ذوي الدخل المنخفض
إلى الملاجئ المجتمعية للحصول على الطعام على موائدهم.
وقال ديفيد تريدويل -المدير التنفيذي لبعثة الاتحاد المركزي، أقدم وكالة للخدمات
الاجتماعية بواشنطن- أنه "بإغلاق الحكومة، شهدنا زيادة هائلة في الناس الذين
يأتون الينا للحصول على الغذاء، والتخفيضات على برنامج المعونة الغذائية التكميلية
ستؤدي إلى تفاقم هذا الوضع".
وبعثة الاتحاد المركزي هي واحدة من العديد من المنظمات غير الربحية التي توفر
الغذاء للأشخاص الذين لا يحصلون على قسائم الطعام. وتقع في منطقة الحي
الصيني. وتدير البعثة مركزاً للغذاء بشمال شرق واشنطن، حيث يوزع المتطوعون ما
يصل إلى 125 من أكياس الطعام في اليوم الواحد.
ووفقا لجيف، مدير الخدمات الغذائية في مقر البعثة، فالناس الذين يأتون للبعثة لا
يمكنهم ببساطة العيش من راتب واحد. واضاف "الوضع سيء بالفعل... هذه
التخفيضات لن تؤدي الا الى الاسوأ".
وبدخول التخفيضات حيز التنفيذ، سوف تواجه المنظمات، مثل بعثة الاتحاد المركزي،
زيادة كبيرة في الطلب عندما يلجأ الناس إلى المنظمات التي تتولي إطعامهم دون
قسائم.
هذا والتخفيضات في برنامج المعونة الغذائية التكميلية هي جزء من قانون المزارع
الكبيرة الذي وافقت عليه أغلبية ضئيلة في مجلس النواب الشهر الماضي.
ومن المرجح أن يفرض مشروع القانون الجديد عقوبات على الملايين من العاطلين عن
العمل الاميركيين الذين لا يستطيعون العثور على عمل والذين سيتم شطبهم فورا من
البرنامج.
وقالت منظمة "الخبز للعالم" في بيان مشترك مع غيرها من منظمات الإغاثة من
الجوع: "بدلاً من مساعدة العاطلين عن العمل الذين هم الأكثر تضررا من الأزمة
الاقتصادية الأخيرة، فإن هذا القانون يعاقب العديد من أولئك الذين لا يستطيعون
العثور على وظائف، بإخراجهم من برنامج المعونة الغذائية التكميلية".
وقالت اشلي من منظمة "الخبز للعالم" لوكالة إنتر بريس سيرفس، "سنستمر في
الضغط علي الكونغرس لحماية برنامج المعونة الغذائية التكميلية في أي مشروع قانون
للموازنة. فقد أقر مشروع القانون بفارق سبع أصوات فقط، وهذا يعني أنه لا يزال
هناك دعم من الحزبين بما يكفي للحفاظ على برنامج المعونة الغذائية التكميلية على
قيد الحياة".(آي بي إس / 2013)
|
|
|
|
|